أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأحد، شنّ سلسلة غارات جديدة على جنوب قطاع غزة، في أحدث تصعيد منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قبل أيام، فيما تتحرك واشنطن لمنع انهيار الهدنة التي وُقعت بوساطة دولية.

وقال الجيش في بيان مقتضب إنّه "بدأ قبل قليل موجة غارات ضد أهداف تابعة لحماس في جنوب قطاع غزة، بعد خرق الاتفاق في وقت سابق اليوم".

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ الطيران الإسرائيلي شن أكثر من 20 غارة على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، ما تسبب في دمار واسع في عدد من الأبنية والمنازل، دون ورود حصيلة دقيقة للضحايا حتى الآن.
وتُعدّ هذه الهجمات أخطر تصعيد منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بعد حرب استمرت عامين وأودت بحياة أكثر من 68 ألف فلسطيني، بحسب مصادر طبية في غزة.

واتهمت إسرائيل حركة حماس بـ"انتهاك الاتفاق"، بينما نفت الحركة الفلسطينية مسؤوليتها، معتبرة أن تل أبيب تحاول إعادة خلط الأوراق ميدانيًا بعد أيام من الهدوء النسبي.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات بالعمل بقوة ضد أهداف إرهابية في القطاع، في إشارة إلى احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية إذا استمر التصعيد.

وفي واشنطن، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبذل جهودًا مكثفة لـ"إنقاذ الاتفاق" ومنع انزلاق الوضع إلى مواجهة شاملة.
وقال مصدر رفيع للموقع إنّ الولايات المتحدة حثّت إسرائيل على الردّ بشكل متناسب مع الدعوة إلى "ضبط النفس"، مؤكدة أن الهدف هو الحفاظ على الهدوء والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار في غزة.

وأضاف المسؤول أن واشنطن أبلغت تل أبيب بضرورة التركيز على عزل حماس سياسيًا بدلاً من العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق، مشيرًا إلى أن "لا أحد يريد حربًا شاملة جديدة في غزة".

ووفق صحيفة "إسرائيل هيوم"، أجرى جاريد كوشنر وستيف ويتكوف مبعوثا الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، اتصالات مباشرة مع الوزير الإسرائيلي رون ديرمر، طالباه فيها بـ"الرد بطريقة مدروسة وتجنب خطوات قد تقوّض خطة ترامب للسلام".

ويأتي هذا التطور وسط مخاوف من تدهور الموقف الأمني في الجنوب، خاصة بعد تصاعد الغارات وتبادل الاتهامات، ما قد يعيد المنطقة إلى دوامة القتال المفتوح في حال فشل المساعي الأميركية في تثبيت الهدنة.